وزير خارجية الصومال في ندوة في المعهد الدبلوماسي
أبريل 29 2019
أكد سعادة السيد أحمد عيسى عوض وزير خارجية جمهورية الصومال أن الصومال لن تدخل في أي تحالف أو تكتل مهما كان نوعه ضد قطر وتركيا، وأوضح أن هذا الموقف جعل بعض أعضاء كيان البحر الأحمر وبحر العرب وخليج العقبة المشكل من ثمانية دول يحاولون اخراج الصومال من هذا الكيان من خلال قصره على الدول الشاطئية مع البحر الأحمر.
ودعا عوض دولة قطر الى ان تشارك بقوة في الاستثمار وفي مختلف المجالات البحرية والبنية التحتية وغيرها. مشيرا الى ان الصومال لديه أكبر شواطئ في القرن الأفريقي بعد مدغشقر ولديها رؤية لتطوير ثمانية موانئ.
وقال في ندوة ندوة عقدها بالمعهد الدبلوماسي اليوم الثلاثاء حول " القرن الأفريقي " آفاق التعاون السياسي والتكامل الاقتصادي " أن الصومال اتخذ موقفا محايدا من أزمة الخليج، وأن هذا قرار سيادي وعلى الآخرين احترام سيادة واستقلالية القرار الصومالي.
لدور قطر في تقديم الدعم للصومال كما أعرب عن شكره لوزارة الخارجية لقيامها بعقد دورات تدريبية لدبلوماسيين صوماليين.
يذكر أن الصومال أعربت عن تأييدها لدعوة قطر لحل الأزمة الخليجية بالحوار، ورفضت كل الضغوطات لاتخاذ موقف مؤيد لدول الحصار ومقاطعة قطر.
وكان الدكتور عبد العزيز بن محمد الحر مدير المعهد الدبلوماسي افتتح الندوة مرحبا بالوزير عوض مبينا أهمية الصومال ودورها في القرن الأفريقي.
وبدا وزير خارجية الصومال محاضرته بالتعريف بالقرن الأفريقي مبينا انه يضم ثماني دول وهي جيبوتي والصومال وإريتريا كينيا وأثيوبيا وأريتريا السودان وجنوب السودان مشيرا الى أن سيتحدث في الندوة عن خمس دول (الصومال اثيوبيا جيبوتي اريتريا والسودان).
وأكد وزير الخارجية الصومالي أن هذه المنطقة مهمة جدا استراتيجيا واقتصاديا ويبلغ عدد سكانها حوالي 180 مليون نسمة، بما يساوي نصف عدد سكان الولايات المتحدة الأميركية، فيما تبلغ مساحتها مليوني كيلو متر مربع. بما يعادل خمس مساحة أميركا، وهذه المنطقة تقع على مفترق طرق بحرية البحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الهندي
وقال إن للصومال أطول ساحل بحري في افريقيا بعد ساحل مدغشقر.
وأشار الى أن هذه المنطقة كانت منطقة نزاعات منها أهلية وبين دولها، وكانت بقعة صراعات بين الدول الأجنبية، فأثناء الحرب الباردة، كان الصراع بين روسيا وأميركا، ومن قبل كانت محل صراع بريطاني فرنسي، واليوم لو نظرنا الى الدول الأجنبية لوجدنا في جيبوتي لوحدها لوجدنا فيها وجود صيني وأميركي وفرنسي.
ولقد أدى التنافس بين القوى العظمي والحروب الأهلية جعل هذه الدول الأكثر تخلفا في الاقتصاد وفي الاستقرار السياسي والأمني، كما عانت من الجفاف والتصحر والمجاعة. لعدم الاستفادة من مواردها.
وكان التساؤل نحن لدينا كل الإمكانيات لكي يكون لدينا اقتصاد قوي وتطور لكن الصراعات لم تعط هذه الدولة الفرصة للتطور.
ويشهد القرن الأفريقي حاليا قيادة سياسية جديدة تتطلع الى النهوض بدولها، وتكون في مصاف الدول المتقدمة بما لدينا من إمكانيات وثروة بشرية، واقتصادية.
فهناك رئيس وزراء جديد في اثيوبيا لديه طموح لتطوير المنطقة من خلال مد يد التسامح بين جميع الدول ونبذ الحروب، وعندنا في الصومال الرئيس محمد عبد الله فرماجو رئيس شاب ويتطلع الى بناء صومال جديد برؤية وروح جديدة.
ومع وجود رئيس جديد في اثيوبيا أبي احمد يتطلع الى انهاء النزاعات في المنطقة، إضافة لهذا هناك رؤية افريقية شاملة ل 2063 وتطمح هذه الرؤية خلال 50 سنة أن تكون افريقيا دولة متقدمة، كما هناك رؤية 2020 لجعل افريقيا بلا حروب وبلا نزاعات، كما شهدنا بدء علاقات جديدة بين اريتريا واثيوبيا ، ونعمل مع اثيوبيا لزرع الثقة بين ارتريا وجيبوتي لتكون المنطقة خالية من النزاعات والحروب . كما نعمل على أن يكون هناك تكامل اقتصادي بين هذه الدول الخمس.
وقد بدأت الرحلات الجوية بين كل من اثيوبيا وجيبوتي الى الصومال وتم الغاء تأشيرات الدخول.
وهذا الاستقرار السياسي سوف يسمح للمنطقة أن تنهض اقتصاديا. وهذا الاستقرار وجه انظار العالم الى القرن الأفريقي، وهذا فرصة لنا في الصومال أن نستعيد عافيتنا ونبني دولة على أساس قوي..
مشيرا الى أن وجود رواد اعمال صوماليين في اثيوبيا وكينيا سوف يساهم في تحقيق تقارب وتعاون اكثر حيث انه يوجد ثلث الأراضي الأثيوبية ملك لرواد اعمال صوماليين. وكذلك في كينيا حيث يوجد33 نائب في البرلمان من أصول صومالي ووزير التعليم صومالي واطول وزير خارجية كان صوماليا وفي اثيوبيا وزير المالية صومالي، فالصوماليون يشكلون ثاني اكبر اثنية في القرن الأفريقي، والصوماليون مشهورون بريادة الأعمال. وإذا سنحت لهم الفرص سوف يكونون عنصرا قويا في التعاون السياسي والتكون الاقتصادي،
وقد بدا صوت الصومال يظهر في المحافل الدولية، ولدينا قيادة لتحقيق رؤية افريقيا الشاملة 2063، كما بدأنا في إقامة سوق مشتركة افريقية وقعت عليه 44 دولة افريقية من بينها الصومال. وهذا سيخلق فرص للتخلص من المجاعات وإيجاد فرص للشباب الذين يشكلون نسبة كبيرة.
وتحدث سعادته عن موانئ المنطقة، مشيرا الى ان الصومال ممكن أن تقوم بتطوير عشر موانيء ولديها ساحل طويل ومشهورة بالثورة السمكية وهذا مجال مفتوح للاستثمار.
وقال ان عدم وجود بنية تحتية سوف يؤخر التطور وهو ما تتطلع القيادة السياسية الى توفير البنية التحتية، مما يتطل من دول مثل قطر وغيرها من الدول التي لديها إمكانيات أن تنظر كيف تساهم من خلال هذه التغييرات في المنطقة لتقوم بدعم المنطقة ونحن في الصومال الى دور قوي لدولة قطر لدعم الصومال.
ولخص الدكتور عبد العزيز الحر ما طرحة الوزير في محاصرته وقال لقد عرض الوزير العديد من القضايا المهمة التي تشكل حافزا للاستثمار في المنطقة.
وأجاب سعادته على أسئلة الحصور التي تناولت الأزمة الخليجية، والضغوط الخارجية التي تمارس عليه وقال،
ان الصومال تجاوز الخلافات مع كينيا، وهناك تبادل للسفراء وهناك خلاف على الحدود البحرية بي البلدين وقررنا احالتها لمحكمة العدل الدولية، واتفقنا أن نترك هذا الخلاف للقضاء الدولي، فالكينيون كانوا يريدون التوصل الى توافق خارج المحكمة وكان اصرارنا على ان يكون حل الخلاف عبر المحكمة الدولية، ومعروف ان كينيا بلد مفتوح والصوماليون يمارسون انشطتهم بحرية، فالجالية الصومالية موجودة بكثرة في نيروبي، فالخلاف بين البلدين الى زوال.
وقال ان ازمة الخليج اثرت علينا لأننا قررنا أن نكون محايدين في هذا الخلاف الخليجي، فالصومال ليس كما الأمس، فالأمور تغيرت في بلادنا، وحريصون على استقلال قرارنا وسيادتنا وعلى الآخر أن يحترم هذه السيادة.
وقال ان حكومة الصومال تسعي لخلق مناخ صحي للمجتمع الصومالي لنبذ العنف وتوفير كل ما يعيد الشباب لبناء بلدهم.
وردا على سؤال حول كيان البحر الأحمر الذي تأسس في السعودية، وعضوية الصومال، وكيف للصومال أن توازن بين علاقتها الجيدة مع تركيا وقطر مع عضويتها في هذا الكيان. واجندات دوله قال: هذا الكيان لا زال تحت التقويم وهناك سعي جاد لتكوينه، ونحن فهمنا لهذا التكتل -وان لم نكن نطلع على ما في قلوب الناس – انه ليس ضد أحد، واسم هذا الكيان (الدول العربية والأفريقية الشاطئية للبحر الأحمر وخليج العقبة) ويضم (مصر ، السعودية ، السودان اريتريا جيبوتي الصومال والأردن ) ونحن لن نكون في كيان يؤسس ضد تركيا وقطر وايران . ولا يوجد في الوثيقة التأسيسية أي كلام بهذا الخصوص، والصومال لن تكون في أي كيان ضد دول شقيقة مثل تركيا وقطر.