سعادة السفير إدوارد دجيرجيان، في ندوة بالمعهد الدبلوماسي: "لم يشهد الشرق الأوسط أوقات أصعب من هذه التي يمر بها حالياّ..."
يناير 17 2017
سعادة السفير إدوارد دجيرجيان، مدير معهد جيمس بيكر الثالث للسياسات العامة
في ندوة بالمعهد الدبلوماسي:"لم يشهد الشرق الأوسط أوقات أصعب من هذه التي يمر بها حالياّ..."
16 فبراير 2017/ في إطار ندواته لهذا الموسم، دعا المعهد الدبلوماسي سعادة السفير إدوارد دجيرجيان ليحاضر حول "السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بين الماضي والحاضر". وحضر الندوة عدد من أصحاب السعادة مدراء الإدارات وموظفو وموظفات إدارات الوزارة . وبدأ السفير دجيرجيان كلامه بملاحظات عامة، حول السياسة الخارجية الأمريكية وأوضاع الشرق الأوسط ، وأهمية دور الدبلوماسيين في تمثيل مصالح بلدانهم.
وأكد أنه لم يشهد طوال حياته الدبلوماسية كسفير في العديد من بلدان العالم والمنطقة العربية أوضاعا بالصعوبة التي يراها حاليا في الشرق الأوسط، وأن المرحلة التي تمر بها السياسة الخارجية الأمريكية صعبة جداً، وهناك العديد من التحديات التي تواجهها .
تطرق السيد/ إدوارد دجيرجيان إلى أهمية المراكز البحثية في عملية صنع السياسة الخارجية والداخلية أيضاً، ومن أهمها مركز بيكر الذي يمثله ، وأكد أن لها دورا فعالا للمساعدة في توجيه وتزويد صانع القرار في أمريكا بمعلومات موضوعية وتوصيات بناءة. وأشار إلى أنهم قدموا مؤخرا، في معهد جيمس بيكر الثالث للسياسات العامة، عددا يفوق العشرين دراسة حول أوضاع الشرق الأوسط، أرسلت إلى وزير الخارجية وإلى كبار المسؤولين في الإدارة.
ثم تحدث عن مهمة الدبلوماسي. فأكد على أن مهارة الاستماع للآخرين والتعلم المستمر ، وفهم الثقافات والتعمق فيها من أهم مميزات الدبلوماسي الجيد، فهذا يساهم في تنمية قدرة الدبلوماسي على تمثيل مصالح بلده والتعبير عنها. كما أشار السيد/ إدوارد دجيرجيان إلى أهمية اللغة حيث أكد على أن إتقان الدبلوماسي لغات أخرى أمر ممتاز ، ويجعل منه شخصا مميزا. و شدد إدوارد دجيرجيان على أهمية أن يمتلك الدبلوماسي القدرة على تقديم التوصيات القائمة على الفهم والموضوعية لرئيسه، وأن يعبر بصراحة عن آرائه ويقف بشجاعة للدفاع عنها.
وضرب مثلا بالسيد جورج بول، الذي كان الرجل الثاني في وزارة الخارجية، إبان حرب فيتنام. وكان مقتنعا بأن الذهاب للحرب أصلا مسألة خاطئة ستكلف الولايات المتحدة كثيرا دون أن تحقق لها شيئا. وقد كتب مذكرة تحمل هذا الرأي رفعها إلى الجهات العليا، مخاطرا بسمعته وحياته المهنية، فيما كانت الفكرة السائدة في ذلك الوقت هي أن الحرب ضرورة لإيقاف المد الشيوعي. وتبين في النهاية أنه كان محقا. فالحرب مزقت المجتمع الأمريكي دون أن توقف المد الشيوعي.
وقال السيد دجيرجيان إنهم في 1975، رفعوا مذكرة أخرى من وزارة الخارجية إلى الرئيس ، تهم الدروس المستخلصة من حرب فيتنام. وأضاف : "لو تذكرنا وتعلمنا من تلك الدروس، لما وصلنا إلى غزو العراق..."
وأخيرًا شدد السيد/ إدوارد دجيرجيان على أهمية أن يمتلك الدبلوماسي القدرة على تقديم التوصيات القائمة على الفهم والموضوعية، وان يعبر عن آراءه بصراحة ويقف بشجاعة للدفاع عنها.