وزير خارجية العراق يحاضر في المعهد الدبلوماسي حول حصار قطر وتجربة بغداد مع الإرهاب
نوفمبر 09 2017
نظم المعهد الدبلوماسي أمس ندوة حاضر فيها معالي الدكتور إبراهيم الجعفري وزير خارجية العراق الشقيق ، وحضرها سعادة الدكتور احمد بن حسن الحمادي امين عام وزارة الخارجية ولفيف من الدبلوماسيين ومديرو الإدارات بالوزارة .
وفي بداية الندوة رحبت سعادة السيدة نادية الشيبي مساعد مدير المعهد الدبلوماسي وقالت : يسرنا أن نستضيف في المعهد معالي الدكتور الجعفري ليتحدث حول "تجربة العراق في مكافحة الارهاب ، وموقف العراق من الازمةً الخليجية ، وأضافت في تقديمها لمعاليه ، لقد تابعنا ما حققه العراق في مواجهة الإرهاب ودحر داعش بعيدا عن المدن العراقية وحدودها ،
وأضافت ، أمس استمعنا خلال المؤتمر الصحفي لمعاليه مع سعادة وزير الخارجية حول موقف العراق الرافض لحصار اي دولة ودعوته لحل الخلاف بالحوار ، وهو ما يدعو اليه الموقف القطري ، وقالت ان التقارب العراقي مع معظم الدول العربية خلال الفترة الماضية وما يربطه بها من علاقات مع عدد من الدول وفي في ظل هذه الظروف التي تشهدها المنطقة يتطلب تسليط الضوء على التجاذبات السياسية ودور العراق فيها .
وبدا الدكتور الجعفري الحديث وقدم نبذة عن معاناة العراق من الإرهاب على مر السنين ثم عرض للحديث عن ازمة حصار قطر وقال : "الأزمة الخليجية كانت خافتة في وقت ما، قبل أن تطفو الى السطح، ووصلت الى ما وصلت إليه"، لافتاً إلى أن "العراق الجديد لا يفرق بين دولة وأخرى، ويبذل أقصى جهوده ليكون عامل إرساء للأمن السياسي والاقتصادي بين الأشقاء".
وفي محاضرة ألقاها بالمعهد الدبلوماسي، بوزارة الخارجية القطرية، بحضور الدكتور أحمد حسن الحمادي، الأمين العام لوزارة الخارجية القطرية، ولفيف من الدبلوماسيين القطريين، قال وزير الخارجية العراقي إن "أي مبادرة تحاول تطويق دولة عربية نقف في وجهها ونحاول حلّها، وما يجمع الدول العربية أكثر ممّا يفرقها، ونحن نبّهنا إلى أنه لا ينبغي لأي دولة أن تطوّق دولة أخرى". مضيفاً "سنقف مع أي بلد مظلوم لأننا ذقنا معاناة الحصار ونعرف معنى الحصار".
ونوّه إلى أن "فلسفة الدبلوماسية العراقية ترمي إلى تنمية العلاقات، وإقامة علاقات على أساس المصالح المشتركة وإخماد الحرائق في المنطقة"، لافتاً إلى أن "المنطقة العربية تغرق في النزاعات، ونحن بأمس الحاجة لتحريك المفاعلات الدبلوماسية لحل الأزمات".
وأضاف قائلاً: "ليس هناك مشكلة عصية عن الحل بالحوار، ويجب أن نجيد فن التعامل مع الحصار، حتى نتغلب عليه".
وتطرق الجعفيري للحديث عن أبرز الأزمات التي عاشها العراق، مشيراً إلى أن "الإرهاب في العراق بدأ منذ زمن بعيد، وعانى من حكومات وطغاة أساءوا للدولة"، معتبراً أن "ذرورة الإرهاب بلغت في زمن صدام حسين، حيث كان العالم وقتها يغطّ في نوم عميق، مستشهدا بثورة 1991 التي خلفت 365 ألف شهيد، إلى جانب قمع ثورة الأكراد؛ معتبراً ما شهدته بلاد الرافدين أخطر من هيروشيما وناجاراكي".
واستطرد قائلاً: "أرجو أن تتأملوا ما حدث في العراق حتى نمنع تكراره. فقد واجه العراق حروبا متعددة، وحصل ما حصل في منطقة الوسط والجنوب وكردستان، إلى جانب حلقات الإعدام".
واعتبر أن "تنظيم "داعش" نوع من الإرهاب لم يشهده العالم من قبل، والمأساة أن تلك الأعمال الإرهابية ارتبطت بالدين"، مشيراً إلى أن "الإرهاب أخذ أطوارا متنوعة، وأحيانا نواجه ارهاب الكلمة، وليس فقط إرهاب السلاح".
ولدى تطرقه إلى علاقات العراق بدول جواره الجغرافي، قال وزير الدكتور الجعفري: "العراق يقع بين تركيا العلمانية، وإيران المذهبية، والكويت والسعودية الملكيتين، إلى جانب سوريا الجمهورية، ورغم هذا الخلاف بين الأنظمة، إلا أننا نسعى لإقامة علاقات جيدة مع الجميع، وأن نكون جسراَ للتواصل بينها، وجزءاً من الحل بين المختلفين".
وأضاف: "نحن نتحاور مع كل تلك الدول، ونقيم معها علاقات ثنائية، لأن قناعة الدبلوماسية العراقية تقوم على مبدأ أنني إن لم أكن جزءا من الحل فأمتنع أن أكون جزءا من المشكلة".
وفي رده على سؤال حول رؤية الحكومة العراقية لتحقيق التعايش بين السنة والشيعة، قال: "لا توجد قبيلة أو عائلة عراقية أو عشيرة إلا وتمزج بين السنة والشيعة، والزيجات بين السنة والشيعة بنسبة 26 بالمائة في العراق". مضيفا "لا أتصور العراق بلا طوائف، لكن العراق بلا طائفية ، وفي ختام المحاضرة أعربت سعادة مديرة المعهد بالإنابة عن شكرها لوزير خارجية العراقي وعلى تفضله بألقاء محاضرة في المعهد بحضور هذه الكوكبة من الدبلوماسيين القطريين وعلى موقف العراق الرافض للحصار .