برلماني روسي: قطر تعاملت مع الأزمة الخليجية بحرفية

برلماني روسي: قطر تعاملت مع الأزمة الخليجية بحرفية

نوفمبر 05 2018

نظم المعهد الدبلوماسي اليوم ندوة حول دور روسيا في صناعة السلام في الشرق الاوسط تحدث فيها السيد يفغيني بريماكوف نائب رئيس المجموعة البرلمانية الداخلية في مجلس الدوما بجمهورية روسيا الاتحادية، وادار الندوة سعادة الدكتور عبد العزيز بن محمد الحر مدير المعهد، وحضرها سعادة السفير الروسي في الدوحة، وأصحاب السعادة مديرو الادارات في وزارة الخارجية وقد اكد بريماكوف أن الأزمة الخليجية الحالية قد تكون جيدة لدولة قطر نظرا لتعاملها معها بحرفية وبأساليب ابتكارية، وهو ما أظهرته خلال العام ونصف العام الماضي ويجب أن تسير عليه.
وشدد على أهمية التحرك القطري والخليجي بالاعتماد على خيارات متعددة في الاقتصاد والسياسة والتجارة والمجال العسكري، خاصة وأن السياسة الأمريكية في المنطقة تتبنى مواقف متناقضة ولا يمكن لأحد التنبؤ بتصرفاتها وسياساتها، مشيرا إلى اتفاقها مع إيران ثم الانسحاب منه.
وبين البرلماني الروسي أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط تنتهج مسارين الأول غير مصرح به وهو استمرار السيطرة وتوسيع سطوة المجموعات المالية السياسية في المنطقة والثاني هو أنها تنتهج أسلوب رد الفعل وليس نهجا استراتيجيا محددا يمكن البناء عليه والتعامل على أساسه.
وأضاف نائب رئيس المجموعة البرلمانية الداخلية في مجلس الدوما الروسي أن تصاعد دور المؤسسات المالية السياسية يؤشر إلى دخول العالم في واحدة من أكبر الأزمات وأخطرها على الإطلاق منذ الحرب العالمية الثانية، حيث تقوم هذه المؤسسات بتجميد الأوضاع الاقتصادية والسياسية وتتصاعد بينها المنافسة والعداوة بما يقود إلى صراع عالمي جديد ترتفع فيه حدة المخاطر منوها إلى تهاوي النظام العالمي في ظل غياب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عن بعض القضايا الكبرى وانسحاب الولايات المتحدة من المعاهدات الدولية والاتفاقيات وفرضها عقوبات أحادية على الدول مع إتاحة مساحات ضيقة للمنظمات الدولية والإقليمية للحديث حول حقوق الأقليات وحرية التعبير.
وأكد بريماكوف أن العالم الآن يتجه إلى التعددية القطبية فقد ظهرت الصين واستعادت روسيا كثيرا من قوتها إضافة إلى نمور آسيوية وأوروبية أخرى وحتى إفريقيا التي تنتشر بأنحاء كثيرة منها المجاعات وموجات الجفاف تشهد كثير من مناطقها نموا وازدهارا كبيرين وبيئة جاذبة للاستثمارات العالمية.
وأوضح أن العلاقة بين روسيا والصين هي علاقة شراكة بهدف التنمية الداخلية وليس بناء نظام ثنائي القطبية مقابل أمريكا لافتا إلى أنه رغم المحاولات الأمريكية لعزل الدولتين إلا أن هذه التصرفات تجعلهما تقتربان، مستبعدا في الوقت نفسه قيام حرب بين أمريكا والصين /رغم تصاعد التوترات بينهما/ نظرا لوجود تعاون وثيق وتجارة مشتركة وأصول بمليارات الدولارات.
واستعرض البرلماني الروسي دور بلاده في التحولات العالمية منها أنه بانهيار النظام الشيوعي في الاتحاد السوفييتي أصبح العالم أحادي القطبية وأطلق عليه الخبراء "نهاية التاريخ" وظهرت تحركات عسكرية أمريكية في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا مشددا على أنه حين بدأت روسيا في التعافي من مشاكلها أصبحت لاعبا أساسيا في حفظ الأمن والسلم الدوليين دون تدخل عسكري بل بدعم فكرة السيادة.
وضرب مثالا على ذلك بتدخل روسيا في الأزمة السورية والتي تسعى من خلالها لتحقيق السلام وعودة اللاجئين في أقرب وقت ممكن بالتعاون مع الشركاء الأوروبيين مشيرا إلى مؤتمر القمة الذي عقد الشهر الماضي بين روسيا وفرنسا وألمانيا وتركيا وأنه خطوة في طريق طويل تسعى روسيا والمجتمع الدولي لوضع حل له في أقرب وقت ممكن.